نشأت مارتا إبراهيم عوادي، أخصائية اجتماعية بمدرسة ناصر، في أسرة بسيطة مكونة من 9 أفراد، في منزل متواضع بقرية الحزان بمركز أسانا جنوب الأقصر، وعندما بلغت سن الرشد تزوجت من رجل يدعى سمير ساويرس، موظف في البنك المركزي، وأنجبت منه ابنها سواريس حاصل على شهادة إلكترونيات، ويعمل في أحد البنوك الخاصة، وابنتها مارنا حاصلة على تعليم الطفولة. . تعمل معلمة روضة أطفال، وعاشا حياة زوجية سعيدة لمدة 4 سنوات حتى أصيب زوجها بالتهاب الكبد الوبائي بعد 4 سنوات من الزواج، بسبب حقنة ملوثة، وظل يعاني من المرض عدة سنوات متتالية. توفي في 6 نوفمبر. عام 1999، ومن هنا بدأت المعاناة الحقيقية عندما كان ابنها في الصف الأول الإعدادي وابنتها التي كان عمرها 5 سنوات في الروضة.

تقول مارتا: كان عمرها 25 عامًا عندما توفي زوجها، وكانت تعمل أخصائية اجتماعية في مدرسة ناصر الاجتماعية. أخذت على عاتقها تربية الأبناء، ولم تفكر في الزواج مرة أخرى رغم أنها في ريعان شبابها، حيث تقدم لها العديد من الرجال، وطلب منها الزواج بعد ساعات قليلة من وفاة زوجها، لكنها رفضت وأصرت على تربية أولادها.

وأضافت أنها نتيجة قلة الدخل تغلبت على صعوبات الحياة ببيع ذهبها، وأكدت أنها باعت خاتمين من الذهب وخاتم من الذهب، وقررت أن تكون شريكة مع عم أطفالها في مشغل للملابس والفساتين لذلك حتى تتمكن من العيش على دخل شهري إضافي، وبعد ذلك بدأت في تربية الدواجن بالشراكة مع مزارع الدواجن، وهو الأمر الذي لم تنجح فيه، وعندما وجدت دخلاً كافياً من هذه المشاريع، اتجهت إلى إقامة علاقات مع زملائها في المدرسة والجيران.

وتتابع الأم المثالية من الأقصر أنها عانت كثيرا في تربية ابنها ووضع الأموال في حساب بنكي، واستطاعت إدارة الفوائد السنوية، بالإضافة إلى مشاركتها في الاجتماعات الشهرية، وتشير إلى أن الفترة الأصعب . هي مرحلة التعليم في المرحلة الثانوية والكلية، حيث كانت مصاريف الدراسة والمواصلات مرتفعة جداً، لكني تمكنت من التغلب عليها.

وتختتم مارثا إبراهيم، الأم المثالية للأقصر، قائلة إن رحلة كفاحها لم تنته بعد، وهي مستمرة في دعم أطفالها حتى ترى ابنتها في بيت الزوجية مثل أخيها، وتكمل رسالتها بمشاهدة أطفالها بفرح وسعادة. حياة مستقرة، مؤكدا أن النضال مستمر.