هل يجوز الجمع بين نية إتمام صيام الخمسة مع نية صيام الست من شوال؟ سؤال أجابت عليه بيت الفتوى على النحو التالي:

نعم يجوز للمسلم أن ينوي صيام التطوع بنية صيام الفريضة، فيقضي ما فاته من رمضان في شهر شوال، ويكتفي بكل يوم أكمله. وصيام يوم من الستة من شوال يحصل به الأجرين، والأكمل والأفضل صيام كل منهما على حدة.

وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستة أيام من شوال كان له كفارة». فيكون كصيام أبيه”. رواه مسلم في صحيحه. ويسن للمسلم أن يصوم ستة أيام من شوال بعد رمضان، حتى ينال هذا الأجر العظيم. وأما الجمع بين صيام هذه الأيام الستة. أو بعضها في الأيام المكملة لها في شهر شوال، فيجوز للمسلم أن ينوي صيام التطوع بنية صيام الفريضة، وبذلك يحصل المسلم على الأجرين. .

قال الحافظ السيوطي في “الأشبأ والنذير” (٢٢/ ١): [ولو صام في يوم عرفة مثلًا قضاء أو نذرًا أو كفارة ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما. قال: كذا إن أطلق. فألحقه بمسألة التحية] يا.
والمقصود في مسألة البركة ركعتا مباركة المسجد كما قال الإمام البوجريمي في “شيعته” (1/280) : [وتحصل بركعتين فأكثر، أي يحصل فضلها ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: «إذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ»؛ ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس وقد وجدت] يا.

ولذلك استنتج الباحثون جواز الصيام من الرغبة في الدخول في الصيام الواجب، وليس العكس. أي أن النية الواجبة لا يجب أن تدخل ضمن نية التطوع، ولذلك يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صيام رمضان في شهر شوال، ويكفي عنها الصيام. ستة أيام من شوال، ولها أجرها. لأن هذا الصيام وقع في شهر شوال.

لكن الأكمل والأفضل أن يصوم المسلم والمسلمة الصيام أولاً، ثم الست من شوال، أو الست من شوال أولاً، ثم يقضي الأيام؛ لأن استلام الراتب مجتمعاً لا يعني الحصول على الراتب كاملاً، بل يعني الحصول على أصل راتب السنة مضافاً إلى راتب الصلاة المفروضة، وهذا ما قاله الرملي: [ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعًا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب] يا. أي ما يقتضيه الأمر النبوي باتباع رمضان في ستة أيام من شوال.