أدان الدكتور محمد محمود مهران خبير القانون الدولي العام والخبير في النزاعات الدولية، فشل مجلس الأمن الدولي في قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة خلال دورته الأخيرة، رغم استيفائه كافة الإجراءات القانونية اللازمة. ويحظى القرار بتأييد الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء، معتبراً أن هذا القرار يمثل انحيازاً صارخاً للاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

وأكد الدكتور محمد مهران أن رفض طلب العضوية الفلسطينية يتعارض مع أهداف ومبادئ الأمم المتحدة التي ترتكز على تعزيز السلم والأمن الدوليين وحماية حقوق الإنسان الأساسية، وأكد أنه يكرّس واقع الأمم المتحدة. الظلم والاضطهاد للفلسطينيين. لقد تعرض الناس لعقود من الزمن تحت نير الاحتلال البغيض.

ورأى أن استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد القرار المقترح هو استمرار لنهجها المنحاز لصالح إسرائيل، ويظهر بوضوح نية أمريكا في القضية الفلسطينية لإرساء أسس العدالة وسيادة القانون الدولي. مشيرة إلى أن معارضة واشنطن تنتهك التزاماتها كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن بحماية السلم والأمن الدوليين وفقا للمادة 24 من ميثاق الأمم المتحدة.

كما أدان الخبير الدولي بشدة التصعيد الإسرائيلي الأخير والهجمات الوحشية التي شنتها قوات الاحتلال ضد المصلين الفلسطينيين العزل في المسجد الأقصى اليوم، عندما كانوا في طريقهم لأداء صلاة الجمعة، وأكد أن هذه جرائم حرب وفقا لمبادئ الشرعية الدولية. المادة الرابعة. وتحظر اتفاقية جنيف لعام 1949 الهجمات على المدنيين وأماكن العبادة في الأراضي المحتلة.

وحذر من أن استمرار إسرائيل في سياستها العدوانية والانتشارية، والتي كان آخرها الغارات الجوية التي شنتها فجر اليوم على مواقع داخل الأراضي الإيرانية، سيقوض كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة، وسيدفعها إلى حالة من الفوضى. هاوية الصراع والتطرف التي ستلقي بظلالها على العالم أجمع.

وأوضح أن القانون الدولي يحظر استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية وفقا للمادة 2 البند 4 من ميثاق الأمم المتحدة، معتبرا أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة داخل أراضي سوريا والعراق وإيران تبلغ مبلغا لجريمة العدوان. وفقا للقانون الدولي الذي يتطلب من مجلس الأمن اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

وأعرب الدكتور مهران عن قلقه العميق من التبعات الكارثية للتصعيد الإسرائيلي، وحذر من مغبة الانزلاق إلى حرب إقليمية مدمرة لن تدوم إلى الأبد، وستلحق أضرارا جسيمة بمصالح وأمن شعوب المنطقة. وتدمير كل الآمال في التوصل إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للصراعات المستعصية.

كما دعا المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤوليته في التعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية والضغط عليه لوقف عدوانه المستمر على الأراضي الفلسطينية ودول الجوار، وأكد على ضرورة استئناف عملية سياسية جدية. تهدف إلى السماح للشعب الفلسطيني بممارسة حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف. إن الحق الأول والأخير هو الحق في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ضمن حدود عام 1967.

ودعا أستاذ القانون الدولي كافة الأطراف المعنية إلى ضبط النفس وتغليب لغة المنطق والحكمة والعودة إلى طاولة المفاوضات باعتبارها السبيل الوحيد لتسوية النزاعات وفق قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات السلام المعترف بها. . وأكد أن الحل العسكري لن يجلب إلا المزيد من الدمار والخراب على المنطقة، وسيزيد من معاناة شعبه الذي يعاني من ويلات الحروب والصراعات منذ عقود طويلة.

وأكد أن حل الدولتين وفق حدود 1967 يبقى الخيار الاستراتيجي الذي يضمن تحقيق السلام الدائم والشامل في المنطقة، وأكد أن إسرائيل لا يمكن أن تنعم بالأمن والاستقرار دون الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإنهاء الصراع. . احتلال أراضيهم، ودعوة المجتمع الدولي إلى عزل إسرائيل عن العالم من خلال تفعيل نظام العقوبات ضدها ومصادرتها على كافة المستويات وفرض العقوبات الاقتصادية حتى تلتزم بقواعد القانون الدولي.