نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة حول “المدينة العربية والانتقال إلى المجتمع الذكي: الآفاق والتحديات” للأستاذ الدكتور وليد رشاد أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، بحضور الدكتور أحمد زيد؛ مدير مكتبة الإسكندرية.

وقال الدكتور وليد رشاد إن التحول إلى المجتمع الذكي يرتبط بالتغيرات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي بدأت تظهر بشكل ملحوظ في المجتمع المعاصر بعد أن بدأت المدينة في تقليل عدد سكانها، حيث يعيش 54% من سكان العالم في المدينة مما فرض ضرورة استخدام التكنولوجيا، ومن المتوقع أن تصبح 80% من المدن ذكية بحلول عام 2050، وسيزداد ذلك مستقبلاً خاصة في الدول الآسيوية.

وأضاف رشاد أن هناك نوعين من المدن: الأول مدن عادية، وتسعى الدول لتحويلها إلى مجتمعات ذكية، وهناك أخرى تأسست لتكون مدن ذكية مع أجيالها المتعاقبة، مشيراً إلى أن الحديث عن المدن الذكية بدأ عام عام 1922 مع إنشاء أول إشارة مرور في ولاية تكساس، وفي عام 1979 ظهرت مقالات تتحدث عن استخدام التكنولوجيا.

وفي عام 1994، خلال المؤتمر الأوروبي في هولندا، تم طرح مصطلح المدن الذكية لأول مرة، ومنذ ذلك الحين شهد العالم نمواً كبيراً في المدن الذكية.

واستعرض رشاد المفاهيم المتعددة لتعريف المدن الذكية والتي تتفق على أنها مدن يتم فيها التفاعل بين المواطن والدولة بغرض تحسين جودة الحياة.

كما أنها مدينة تكنولوجية تعتمد بشكل رئيسي على التكنولوجيا وإنترنت الأشياء، ويوضح أن هناك اتجاه كبير في العديد من الدول العربية لتصبح مدن ذكية، حيث تتجه مصر لإنشاء 30 مدينة ذكية على مساحة 580 ألف دونم، وتضم 30 مليون نسمة.

وأشار “رشاد” إلى أن مصر تخطط لإيواء 7 ملايين نسمة بتكلفة 60 مليار دولار، وسيتم توفير 70% من طاقتها بالطاقة الشمسية، و30% من أراضيها مخصصة للسكن و30% للتمويل. والأعمال التجارية، وهناك مدن أخرى يخطط لإنشاءها مثل العلمين وراشد وغيرها.

وفي المملكة العربية السعودية، بدأت بالفعل في إنشاء المدن الذكية، وفي نفس الوقت بدأت في تطوير المدن القائمة لتحسين الخدمات، مثل مكة والمدينة المنورة.

وتابع: «كما تشهد مدينة دبي تجربة فريدة منذ عام 2013، حيث اقترح الشيخ محمد بن راشد تحويل الإمارة إلى شركة ذكية في كافة الخدمات التي تقدمها، إضافة إلى تجارب أخرى في قطر والمغرب والجزائر».

وأكد أن جميع هذه المدن ليست مقلدة أو مطابقة لغيرها، بل تهدف إلى الاستثمار في التقنية والتكنولوجيا لتحقيق أعلى مستوى من جودة الحياة والاستدامة.
وأوضح “رشاد” أن إنشاء المدن الذكية يتطلب رؤية واستراتيجيات محددة قابلة للتطبيق، كما يحتاج إلى ثقافة الابتكار والمشاركة والشفافية، خاصة أن معظم المدن تحاول التحول إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي إلى حد كبير، مضيفاً أن ذلك يجب أن يفتح فرصاً للاستثمار، خاصة أنه يقوم على المال والأعمال، وهو اقتصاد ذكي يحتاج إلى مواطنين أذكياء ومحترفين.

وأشار رشاد إلى التحديات التي تواجه المدن في الدول العربية. وأهمها الأمن السيبراني وتحدي الخصوصية وتأثير هذه المدن على العلاقات الأسرية واحتمال حدوث تصادم بين المدن التقليدية والذكية.

وفي كلامه؛ وأكد الدكتور أحمد زيد على أهمية سلسلة الندوات التي نظمتها مكتبة الإسكندرية، وأشاد بمحاضرة الدكتور رشاد التي أثارت العديد من التساؤلات حول تأثير المدن الذكية على حياة الأفراد والشركات، خاصة على المجتمع المصري، والذي شهد ذلك. تنوع كبير من مكان إلى آخر.

جدير بالذكر أن الندوة تأتي استكمالًا لسلسلة ندوات “العلوم الاجتماعية في عالم متغير” التي أطلقتها مكتبة الإسكندرية في أغسطس الماضي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بكلية الآداب بالقاهرة. . جامعة. ويأتي في ظل تحول المدن العربية إلى مدن ذكية وانتشار استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات المعلومات والابتكارات الحديثة في المدن بهدف تحسين نوعية حياة سكانها.

ندوة "المدينة العربية والتحول نحو المجتمع الذكي: الآفاق والتحديات" بمكتبة الإسكندرية
 منذ أقل من نصف ساعة

أدخلت 5911346936938086604

ندوة "المدينة العربية والتحول نحو المجتمع الذكي: الآفاق والتحديات" بمكتبة الإسكندرية
 منذ أقل من نصف ساعة

تم إدخال 4984942331552809292