تظاهر الآلاف في العاصمة الجورجية، أمس الأحد، مطالبين الحكومة بإلغاء مشروع قانون “النفوذ الأجنبي” المثير للجدل، والذي حذر الاتحاد الأوروبي من أنه قد يقوض طموحات تبليسي للانضمام إلى الكتلة.

وتشهد الدولة الواقعة في القوقاز الواقعة على البحر الأسود احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة منذ منتصف أبريل/نيسان، عندما أعاد حزب الحلم الجورجي الحاكم تقديم خطط لتمرير قانون يقول منتقدون إنه مشابه للتشريع الروسي المستخدم لإسكات المعارضة.

واضطر الحزب إلى إلغاء خطوة مماثلة قبل عام، في أعقاب موجة ضخمة من الاحتجاجات في الشوارع شهدت استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين.

وتجمع نحو 10 آلاف متظاهر مساء الأحد في الساحة الجمهورية بوسط تبليسي، ولوحوا بأعلام جورجيا والاتحاد الأوروبي، وتعهدوا بتنظيم “مسيرة أوروبية” على طول الطريق الرئيسي في العاصمة باتجاه البرلمان.

وقد تمت الدعوة للمظاهرة من قبل حوالي 100 منظمة لحقوق الإنسان وأحزاب المعارضة الجورجية، والتي كانت في السابق بعيدة عن الأضواء في الاحتجاجات اليومية التي يهيمن عليها الشباب.

وقال المنظمون في بيان إن “السلطات التي أعادت تطبيق قانون التجنيد الروسي تتجاوز الإطار الدستوري، وتغير اتجاه البلاد، وتخون إرادة الشعب التي لا تتزعزع”.

إن مسعى جورجيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي منصوص عليه في دستورها، وطبقاً لاستطلاعات الرأي العام، فهو يؤيده أكثر من 80% من السكان.

وتصر منظمة الحلم الجورجي على أنها مؤيدة بشدة لأوروبا وأن القانون المقترح يهدف فقط إلى “تحسين الشفافية” في التمويل الأجنبي للمنظمات غير الحكومية.

لكن منتقديها يتهمونها بتوجيه الجمهورية السوفيتية السابقة نحو علاقات أوثق مع روسيا.

وقال نيكا جابرامي زعيم حزب أخالي المعارض لوكالة فرانس برس خلال الاحتجاج إن “هذا القانون، مثل هذه الحكومة، لا يتوافق مع اختيار جورجيا التاريخي لتكون عضوا في الاتحاد الأوروبي”.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن مشروع القانون “لا يتوافق” مع محاولة جورجيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه “سيبقي جورجيا بعيدة عن الاتحاد الأوروبي”.

وفي ديسمبر/كانون الأول، منح الاتحاد الأوروبي جورجيا وضع المرشح الرسمي، لكنه قال إن تبليسي ستحتاج إلى إصلاح أنظمتها القضائية والانتخابية، والحد من الاستقطاب السياسي، وتحسين حرية الصحافة، وتقليص سلطة القلة قبل بدء محادثات العضوية.