طرح مسؤولو الحكومة البريطانية مقترحات مثيرة للجدل للغاية لتوسيع تعريف التطرف ليشمل أي شخص “يقوض” مؤسسات البلاد وقيمها، وفقًا للوثائق التي اطلعت عليها صحيفة الأوبزرفر.

وأوضحت الصحيفة أن التعريف الجديد، الذي أعده موظفون حكوميون يعملون لدى الوزير مايكل جوف، يواجه معارضة قوية من مجموعة من المسؤولين الذين يخشون تصنيف الجماعات والأفراد الشرعيين على أنهم متطرفون..

وقد أثارت هذه المقترحات ردود فعل غاضبة من جانب منظمات الحقوق المدنية، حيث حذر البعض من أنها تخاطر “بتجريم المعارضة” وسوف تقمع حرية التعبير بشكل كبير..

وقال أحد المسؤولين في وايتهول: “القلق هو أن هذا انتهاك لحرية التعبير. التعريف واسع للغاية وسيشمل المنظمات والأفراد الشرعيين”..

وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة التوطين والإسكان والمجتمعات التابعة للحكومة بدأت مراجعة للتطرف اللاعنفي في ربيع هذا العام. ومن المتوقع أن يتم إطلاق خطة التلاحم الوطني ومكافحة التطرف بالتعريف الجديد قريبا.

وتقول وثائق الإدارات الداخلية التي تحمل علامة “حساسة من الناحية الرسمية” إن التعريف المقترح يمكن أن “يشكل استجابة جديدة وموحدة للتطرف”.“.

ويذكر عددًا من المنظمات التي يعتقد أنها “ستخضع” للتعريف الجديد. ومن بينها المجلس الإسلامي في بريطانيا (إم سي بي)ومنظمة العمل والإصلاح الفلسطينية (المشاركة الإسلامية والتنمية)، التي ظهرت في عدة فعاليات هامشية لمؤتمر حزب المحافظين، وفي عام 2021 قدمت الأدلة إلى اللجان البرلمانية.

وتنص الوثائق على أن “التطرف هو الترويج أو نشر أي أيديولوجية تهدف إلى الإطاحة أو تقويض نظام ومؤسسات وقيم الديمقراطية البرلمانية في المملكة المتحدة”.“.

أجرى المسؤولون الحكوميون محادثات مع وزارة الداخلية وداونينج ستريت حول التعريف، الذي يأتي في وقت خطير بشكل خاص..

والأسبوع الماضي، وصفت وزيرة الداخلية سوالا برافرمان التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في لندن بأنها “مسيرات كراهية”، الأمر الذي أثار غضب العديد من المشاركين الذين يعتبرون أنفسهم من أنصار السلام..

وفي يوم السبت، خلال المسيرة الأخيرة المؤيدة للفلسطينيين، تجمع الآلاف في ميدان الطرف الأغر في لندن وتم اعتقال 11 شخصًا..

وقالت جماعات الحقوق المدنية إن إدخال تعريف أوسع للتطرف من شأنه أن يهدد حرية التعبير. ولم تكن هناك مشاورات عامة بشأن التعريف الجديد.