أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، إطلاق مبادرة تنمية الحرمين الشريفين في أفريقيا، من خلال إطلاق مشاريع وبرامج تنموية في دول القارة بقيمة تزيد على مليار دولار على مدى 10 سنوات.

جاء ذلك في كلمة له خلال توليه – نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – اليوم الجمعة، بالرياض انعقاد القمة السعودية الإفريقية الأولى وافتتاح أعمال القمة.

بدأت القمة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وألقى ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الأمير محمد بن سلمان كلمة خلال افتتاح القمة، فيما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السمو:

المشاركون الكرام:

السلام عليكم.

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يسعدنا أن نرحب بكم، وأن ننقل إليكم تمنياته بنجاح هذه القمة السعودية الأفريقية الأولى.

وتحرص المملكة العربية السعودية والدول الإفريقية على زيادة التعاون بما يسهم في إحلال الأمن والسلام في المنطقة والعالم أجمع. إننا ندين العدوان العسكري الذي شهده قطاع غزة، والإضرار بالمدنيين، والانتهاكات المستمرة للقانون الإنساني الدولي من قبل سلطة الاحتلال الإسرائيلية؛ ولنؤكد على ضرورة وقف الحرب والتهجير القسري، وتهيئة الظروف الملائمة لاستعادة الاستقرار وتحقيق السلام.

تدعم المملكة العربية السعودية والدول الإفريقية كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وفي هذا الصدد نرحب باستئناف محادثات جدة مع ممثلي طرفي الأزمة في السودان، ونأمل أن تكون لغة الحوار هي الأساس والحفاظ على وحدة جمهورية السودان وأمن شعبه ومقدراته.

صاحب السمو:

وقدمت المملكة العربية السعودية أكثر من 45 مليار دولار دعماً للمشاريع الإنسانية والتنموية في 54 دولة أفريقية، كما وصلت مساعدات مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية والمساعدات الإنسانية إلى أكثر من 450 مليون دولار في 46 دولة أفريقية. ونحن في المملكة العربية السعودية عازمون على تطوير علاقات التعاون والشراكة مع الدول الأفريقية وتنمية مجالات التجارة والتكامل.

ومن هذا المنطلق، يسعدنا أن نعلن عن إطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين التنموية في أفريقيا، وذلك من خلال إطلاق مشاريع وبرامج تنموية في دول القارة بقيمة تزيد على مليار دولار على مدى فترة 10 سنوات. كما نتوقع ضخ استثمارات سعودية جديدة في مختلف القطاعات تصل قيمتها إلى أكثر من 25 مليار دولار. تمويل وضمان صادرات بقيمة 10 مليارات دولار وتقديم 5 مليارات دولار إضافية لتمويل التنمية لإفريقيا بحلول عام 2030. وستزيد السعودية عدد سفاراتها في أفريقيا إلى أكثر من 40 سفارة.

وكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي قدمت دعمها المعلن للاتحاد الأفريقي للحصول على العضوية الدائمة في مجموعة العشرين، إيماناً منها بدور أفريقيا. وتهتم السعودية بدعم الحلول المبتكرة لمعالجة الديون الأفريقية، حيث طلبت خلال رئاستها لمجموعة العشرين عام 2020 إطلاق مبادرات لتعليق مدفوعات خدمة الديون. وخلال الجائحة للدول ذات الدخل المنخفض، ومبادرة الإطار المشترك لمعالجة وإعادة هيكلة الديون في العديد من الدول الأفريقية، تدعم المملكة العربية السعودية التنمية المستدامة، كما تؤكد دائمًا على حق الدول في تطوير مواردها وقدراتها. ونحن نجدد التزامنا بأمن واستدامة إمدادات الطاقة، والاستفادة من جميع مصادر الطاقة، وتطوير تقنيات وحلول وأنظمة الوقود النظيف، وتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص أفريقي.

ونهدف إلى استضافة معرض إكسبو 2030 في الرياض، وتقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ هذا المعرض، مما يساهم في توقع مستقبل أفضل للإنسانية. ونتطلع إلى مشاركتكم مع المملكة العربية السعودية في تسليط الضوء على الدور المهم لأفريقيا ومواردها البشرية والطبيعية وفرص النمو وإمكاناتها المستقبلية. ونحن على ثقة بأن هذه القمة ستحقق ما نسعى إليه جميعاً من إحداث تغيير نوعي في مجالات التعاون والشراكة في المملكة العربية السعودية والدول الأفريقية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وضم الوفد الرسمي وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الأمير تركي بن ​​محمد بن فهد بن عبد العزيز، ووزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز. ووزير الحرس الوطني الأمير عبدالله بن بندر بن عبد العزيز، ووزير الدفاع. الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد آل إيفان.