طوابير تصل لعشرات الأمتار، واكتظاظ شديد أثناء توزيع المواد الغذائية والمعدات الطبية في مخيمات النازحين بغزة، بسبب النقص الحاد في الوقود وانعدام الإمدادات الغذائية منذ بداية الحرب التي تشنها قوات الاحتلال ويتواجد جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ويتم تقديم نوع واحد فقط من الطعام من قبل المتطوعين في “التكايا الخيرية” التي ينظمها بعض المؤهلين في مخيمات غزة. ويتوافد عليه المئات من سكان المخيم مقابل القليل من الطعام، الذي تتقاسمه عائلة بأكملها، رغم أن الكمية قليلة، حتى أن بعضهم يعود إلى أهله خالي الوفاض بعد الانتظار لساعات.

وأدى غياب الحكومة والبلدية في قطاع غزة إلى حالة من الفوضى في القطاع وعدم توفير المتطلبات الأساسية من غذاء أو سكن للنازحين أو الأمن في القطاع.

وأدى فشل حكومة غزة وبلدية غزة في مساعدة السكان إلى مزيد من الأزمات في القطاع وتحول السكان إلى المساعدات التي تقدمها منظمات الإغاثة مثل الأونروا والهلال الأحمر، بما في ذلك المواد الغذائية والمعدات الطبية.

وأدى ذلك إلى استياء عدد كبير من سكان قطاع غزة بسبب تورط أعضاء في حكومة حماس في أعمال سرقة المتاجر ومصانع المساعدات، مما أدى إلى نقص كبير في الغذاء والصحة في قطاع غزة. وجعلتهم يتساءلون أين الحكومة مما يحدث لمحاولة السيطرة على الأوضاع التي تزداد سوءا يوما بعد يوم.

وبينما يستعر الجوع وتستمر الحرب، يسير بعض النازحين مسافات طويلة للحصول على وجبة واحدة خلال النهار، يحصلون عليها من إحدى “الدور الخيرية” المقامة في مخيمات أخرى.

وجدد برنامج الغذاء العالمي تحذيره من خطر المجاعة في غزة إذا لم يقف المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية معا لتقديم المساعدات الإنسانية بالجهد المطلوب وبالكميات المطلوبة.

وقال الممثل الإقليمي للبرنامج إن سكان غزة يستخدمون استراتيجيات تكيف سلبية مع الوضع، مما يؤثر على صحتهم، وأن النازحين في مراكز الإيواء غير قادرين على تأمين أشياء بسيطة لأنفسهم ولأطفالهم، والتي عرفها بـ “مؤلم.”

وأوضح المسؤول الأممي أن فرق برنامج الغذاء العالمي لم تعد قادرة على الوصول إلى شمال قطاع غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار الإنساني مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأكد أنهم يحاولون العمل مع كافة الأطراف لضمان وصول المساعدات الإنسانية. المساعدات إلى الشمال، لأن الاحتياجات هناك كبيرة.

وأكد المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي في فلسطين أن البرنامج يعمل على المساعدة في إعادة تشغيل المخابز في قطاع غزة، وبالإضافة إلى التجربة فقد بدأ في جلب كميات من الخبز الجاهز من خارج غزة.

وكشف عبد الجابر أن البرنامج يشارك في إعداد تقرير سيتم نشره خلال الأيام المقبلة يركز على الاحتياجات الغذائية على الأرض في غزة وكيفية وصول الناس إلى الغذاء ويقدم توقعات حول ما يمكن أن يصبح عليه الوضع إذا بقي الوضع على ما هو عليه. كما هو.
ويواصل الآلاف من سكان غزة أيضًا الهجرة من شمال القطاع إلى الجنوب هربًا من الغارات الجوية الإسرائيلية والاجتياح البري والقصف المستمر منذ أسابيع، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار المساكن وعدم توفر المساكن. . للعديد من النازحين.