أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مساعي بعض الدول لإنهاء دور الأونروا من خلال تعليق مساهمتها المالية في ميزانيتها تعكس موقفا معيبا أخلاقيا ومخطئا على المستويين الإنساني والأمني. وجوه. . ويضيف أن مثل هذه التوجهات الخطيرة تنسجم مع التطلعات القديمة والمتجددة للحق الإسرائيلي في إلغاء دور الوكالة الأممية تمهيدا للقضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء أي مسؤولية للمجتمع الدولي تجاههم.

وأعرب أبو الغيط عن تقديره للدول التي قررت عدم أخذ زمام المبادرة في الدعاوى القضائية التي تهدف إلى تدمير UNRA في هذا الوقت الخطير، وأشار على وجه التحديد إلى الأموال الإضافية التي قدمتها إسبانيا والبرتغال للوكالة، ورفض النرويج وأيرلندا التوقف عن ذلك. كما أعرب الأمين العام عن تقديره لمواقف الممثل الأعلى للسياسة وزير الخارجية الأوروبي جوزيف بوريل، والبيان الشامل الذي نشره تضمن فهما واضحا لدور الوكالة الأممية وخطورة تقويضها. ليس فقط من أجل الفلسطينيين، بل من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة أيضًا.

وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إن أبو الغيط وجه نداء ناشد فيه كافة الدول التي سارعت إلى وقف تمويل الأونروا أن تراجع هذا القرار الخاطئ والخطير من الناحيتين الإنسانية والأمنية. وأضاف أن الأمين العام لديه شعور بالاستياء من قيام عدة دول، من بين الممولين الرئيسيين للوكالة، باتخاذ قرارات سريعة بتعليق التمويل بشكل لا يأخذ في الاعتبار خطورة وخطورة الوضع الإنساني. في قطاع غزة، ولا يعكس فهماً لطبيعة الدور الذي تلعبه الأونروا تجاه نحو 5.6 مليون نسمة. لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا وكذلك في قطاع غزة.

وأوضح المتحدث الرسمي أن المزاعم الإسرائيلية التي طالت 12 موظفا، والتي ألغت الأونروا على الفور، لا ينبغي أن تنطبق على عمل الآلاف من موظفي الوكالة، معظمهم من الأطباء والمعلمين، الذين استشهد نحو مائة منهم خلال حرب إسرائيل، ولا فهل يبرر العقاب الجماعي لأكثر من نصف مليون طفل فلسطيني يتلقون التعليم في مدارسها، منهم نحو 250 ألفاً في 420 مدرسة في قطاع غزة وحده، إضافة إلى 900 ألف يتلقون مساعدات غذائية في القطاع.
وأضاف أنه من المهم عدم توقع نتائج التحقيق الشامل الذي تجريه “مجموعة المراجعة المستقلة” في عمل الوكالة بقيادة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، والتي عهد بها الأمين العام للأمم المتحدة. ومع هذه المهمة، فمن المهم أيضًا عدم ترك الفلسطينيين فريسة للجوع والأمراض المنتشرة في جميع أنحاء البلاد. غزة في هذه الأثناء، خاصة في ظل ما صرح به المفوض العام للأونروا حول عدم قدرة الوكالة على مواصلة عملها نهاية الشهر الجاري بسبب الانخفاض الحاد في التمويل.