عقدت مكتبة الإسكندرية جلسة حوارية بعنوان: إطلاق دراسة “جاهزية الأطفال في عصر الثورة الصناعية الرابعة” ضمن فعاليات منتدى المجتمع المدني العربي السادس للفتيات، اليوم الثلاثاء.

ترأس الجلسة الدكتور أحمد زيد مدير مكتبة الإسكندرية وبمشاركة المهندس محمد رضا فوزي ومدير إدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية الدكتور حسن ال. -بيلاوي؛ الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية الدكتورة نجوى جريس؛ خبير تربوي ورئيس مشروع “التقييم في التعليم” المعهد العالي للتربية والتكوين – الخبير البارز المشارك في البحث – تونس الدكتور هاني تركي كبير المستشارين الفنيين ومدير مشروع المعرفة العربي – برنامج الأمم المتحدة الإنمائي البرنامج في دولة الإمارات العربية المتحدة – خبير رائد مشارك في البحث.
افتتح الجلسة الدكتور أحمد زيد، واستعرض أهداف البحث ومنهجية البحث وما جاء بعده، والسياسة التي أعقبته، وأكد على أهمية الدراسات الاجتماعية نظرا لدورها في تشكيل المستقبل. وتكتسب أهميتها من الاعتماد على خبراء ذوي كفاءة عالية، بالإضافة إلى استيفاء معايير الدقة في الدراسات العلمية.

قبول العصر الرقمي

وشدد زيد على أهمية البحث لأنه استشرافي ويهدف إلى تهيئة الأطفال لتقبل العصر الرقمي، وهو ما يجدد الأمل في مشاركة الأطفال في تشكيل المستقبل في ظل هذا الزخم الكبير الذي يشهده عالم التكنولوجيا. تكنولوجيا.
واستعرض المهندس محمد رضا فوزي الأهداف التي يعمل في إطارها المجلس العربي للطفولة والتنمية، ومن بينها مشروع مهم لتمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وتحدث عن دراسة “جاهزية الأطفال في العصر الصناعي الرابع” “. الثورة” والتي تهدف إلى تمكين الأطفال والشباب وتدريبهم على المهارات والقدرات الضرورية للحياة.

أول دراسة شرقية عربية

وأوضح الدكتور حسن البيلاوي أن الدراسة تهدف إلى التعامل مع متطلبات التنمية العالمية بطريقة علمية، وهذه أول دراسة عربية تتطلع إلى المستقبل، وتأتي ردا على دراسة أجرتها إسرائيل على شباب “الجيل Z” في إسرائيل والعرب فيها، وكذلك الشباب في تسع دول عربية، وتوصلوا إلى أن شبابهم هو الأفضل، ومن ينافسهم هم الفلسطينيون من الداخل.
وأشار البيلاوي إلى أن الأجيال الحالية والمقبلة أمام ثورة عالمية يتشابك فيها عدد من الثروات الصناعية المتراكمة، وليس فقط الثورة الصناعية الرابعة. واستعرض العديد من الدراسات التي أجراها علماء الاجتماع حول هذه التأثيرات على التعليم. ويلاحظ أن تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم لم يظهر بعد.
وقالت الدكتورة نجوى جريس إن التغيرات العلمية والتكنولوجية المتلاحقة أدت إلى زيادة الاهتمام بالمهارات التي يحتاجها الشباب في السنوات الأخيرة، ومن بينها مهارات التعلم مدى الحياة والتي تشمل التفكير النقدي والتفكير الإبداعي والقدرة على حل المشكلات والمهارات التكنولوجية. بالإضافة إلى المهارات الشخصية والاجتماعية التي تشمل الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي والتفكير الحداثي.

وتابع الدكتور هاني تركي الحديث عن إجراءات البحث الميداني الذي تم إجراؤه في دولتي مصر والمغرب فقط لصعوبة إجراء الاستبيانات داخل المجتمعات العربية بسبب الافتقار إلى هذه الثقافة، مع استعراض معظم ومن أهم الاستنتاجات التي توصل إليها البحث، منها ضعف الاستعداد لمواجهة متطلبات عصر الثورة الصناعية الرابعة، وعمق الفجوة بين مستوى المهارات، ونقص… نجاح أنظمة التنشئة الاجتماعية الحالية، و ضعف التنمية الفكرية والثقافية المبنية على النظرة الشاملة لخصائص مواطن الغد بأبعادها المختلفة.

عصر الذكاء الاصطناعي

كما أقيمت بعد ذلك جلسة بعنوان “تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة بين الواقع والمستقبل” أدارها الإعلامي إميل أمين والإعلامية أمينة خيري بمشاركة الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم – مصر الأسبق الدكتور جوارة البحيري؛ خبير في مجال الذكاء الاصطناعي – مصر الدكتور سامي نصار، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية – جامعة بدر – مصر الدكتور عادل عبد العفر؛ رئيس الأكاديمية الدولية لعلوم الهندسة والإعلام – مصر الدكتور أحمد عوزي، أستاذ علم النفس والعلوم التربوية – جامعة محمد الخامس – المغرب الدكتور عبد الله الخياري؛ أستاذ علم اجتماع التربية – جامعة محمد الخامس – المغرب.
وقال الدكتور يسري الجمل، إنه لأول مرة أصبح الذكاء الاصطناعي متاحا للجميع دون الحاجة إلى معرفة مهارات البرمجة أو لغة معينة، وينقسم إلى ذكاء اصطناعي ضيق النطاق، مثل الروبوت، والذكاء الاصطناعي التوليدي ، مثل “GBT Chat” التي تمكنت من جمع 100 مليون مشترك في شهرين فقط، واستمرت المنصات حتى وصل العدد إلى 10 منصات حتى الآن.
وأكد الجمال أن استخدامات الذكاء الاصطناعي أثرت على كافة الأنشطة البشرية بما فيها التعليم، حيث تساعد المعلم على جعل المحتوى أكثر جاذبية وتحسين جودة التدريس والتعلم. وينبغي مساعدة الطلاب على تعلم كيفية استخدامه بحكمة وفهم قواعده وقيوده، مع التأكيد على الحاجة إلى اتفاقية وطنية للتعامل بشكل أخلاقي مع الذكاء الاصطناعي.

وقال الدكتور جوارة البحيري إن من يقود ثورة الذكاء الاصطناعي هي الشركات وليس الحكومات وهو ما قد يشكل خطرا في المستقبل لتحقيق حالة التوازن والعدالة والحياد وإرساء قانون يحكم، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي منذ ثلاثة أشهر حصلت على 150 درجة في اختبار الذكاء، وهذا ما… إنه قريب من عقل أينشتاين الذي يعتبر النموذج الذي يقاس به الذكاء البشري.

وأضاف البحيري أن هذه النتيجة تعني أن الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً من الكثير من البشر، بالإضافة إلى قوته البدنية التي تتفوق على معظم البشر. ويضاف إلى ذلك وجود انفعالات لدى بعضهم، مما يدل على وجود تهديد وجودي حقيقي. إلى الإنسانية
وما قاله الدكتور سامي نصار أن المستقبل ليس بعيداً عن الإنسانية، فهو واقع حي يحيط بالإنسانية من كل جانب، ويجبر الإنسانية على مواجهة هذا المستقبل، مؤكداً أن الذات الإنسانية الاجتماعية بدأت تتلاشى ويجب أن تصبح الرقمي الذي سيحول المجتمع إلى ما بعد الإنسانية، لذلك لا بد من مراجعة منظومة القيم القائمة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي.
وأشار “نصار” إلى أن هناك حاليا العديد من المنصات التعليمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وأن العالم العربي يواجه تحديات في الانتقال إلى العصر الرقمي في التعليم، إذ لا يزال هناك التلقين مقابل الحوار، والتقليد مقابل الحداثة، والمركزية مقابل اللامركزية. بالإضافة إلى وجود… فجوة رقمية.
وأعرب الدكتور عادل عبد العفر عن استغرابه من الشعور بالقلق والخوف في المجتمعات العربية أكثر من الدول الغربية، والسبب في ذلك أن المساهمة في نطاق الابتكارات ضعيفة للغاية، وأن المجتمع العربي لم يستعد بعد نفسه للمشاركة، لكنه مجرد رد فعل على ما يحدث، محذرا من أنه إذا لم يتم نقله فلن نتمكن من تكييف التعليم من التلقين إلى الإبداع خلال 10 سنوات.
وأشاد الدكتور أحمد عوزي بالبحث العلمي الذي يظهر أهميته من حيث الموضوع والأهداف وأدوات الدراسة، ويعتبر منارة علمية يستفيد منها الباحثون ويهتدي بها متخذو القرار، خاصة وأن نطاق البحث اتسع ليشمل كافة المجالات. المعوقات البيئية التي تساعد على تمكين الطفل العربي.
وشدد الدكتور عبد الله الخياري على ضرورة وجود استراتيجيات عمل عربية لنقل هذا البحث إلى واقع الميدان، وأوضح أن اتساع الفجوة المعرفية بين واقع الأرباح الحالية والتطورات المنشودة من الثورة الصناعية والتحول الرقمي تحول عملية تمكين مجمع الطفل العربي، وتتطلب ثلاث مراحل، وهي الرغبة في التغيير وإدارة التغيير، وأهم خطوة منها وجود البناء الاستراتيجي على أسس جديدة.